الشباب فقد الثقة.. لكنه ينتظر نصف فرصة


الدراسة أخطر مما يتصور أحد.. والأرقام بعضها منطقى جداً، وبعضها الآخر صادم لأقصى درجة. وما بين المنطقى والصادم تتداعى التحليلات لترسم صورة ليست وردية عن رؤية الشباب المصرى لواقعه وتصوراته للمستقبل. الدراسة -التى قرأها الرئيس عبدالفتاح السيسى- أعدها المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية وشارك فيها نخبة من أمهر الباحثين والأساتذة حول الشباب المصرى بعد 25 يناير ورؤيته للمجتمع وأزماته والتحديات التى تواجهه وتطلعاته للمستقبل. تحدثت الدراسة التى أُجريت على عينة من 1500 شخص فى محافظات: القاهرة 690 شخصاً، وسوهاج 330 شخصاً، والشرقية 480 شخصاً، من سن 18-35 سنة بينهم 559 فتاة و941 شاباً عن مدى ثقة الشباب فى عدد من المؤسسات من خلال تحديد المؤسسات والجهات، وأوضحت الدراسة التى اعتمدت على 3 أدوات أساسية هى الاستبيان المقنن ودليل المناقشة البؤرية الجماعية ودليل المقابلة الفردية المفتوحة، أن 79% منهم يضعون ثقتهم فى المؤسسة العسكرية، و52% فقط يثقون فى الحكومة والقضاء، أما عن الثقة فى الشرطة فأجاب 48% بالموافقة فيما اعترض الباقى، و43% فى رجال الدين، و31% فى الجماعات الدينية، و19% فى رجال الأعمال. ورصدت الدراسة عزوف الشباب عن المشاركة فى الحياة السياسية، حيث إن نسبة من يشتركون بها لم تتجاوز نصفاً بالمائة، فيما كان نسبة المشاركين فى الجماعات والتيارات الدينية 0.09% فقط. وأثبتت الدراسة أن الشباب المصرى لا يميل للعنف للتعبير عن نفسه، وأن 0.6% من المبحوثين فى الدراسة فقط شاركوا فى تظاهرات عنيفة، 1.5% منهم سبق لهم التصادم سواء مع المسئولين أو الأمن. وفسرت الدراسة سبب إحجام الشباب عن المشاركة فى الحياة السياسية بأن 50% منهم محبطون، و23.5% منهم رأوا أنهم غير مؤهلين سياسياً، فيما قال 7.9% إنهم لا يثقون فى النظام السياسى القائم. ويرى 54% من المبحوثين أن أصواتهم غير مسموعة، وأكد نحو ربع المبحوثين أنه لا يحق لهم محاسبة المسئول فى مجتمعاتهم إذا أخطأ، ويقول ربعهم إن محاسبة المسئول حين يخطئ أمر لا يخصهم. ولفتت إلى أن نحو ثلث الشباب يرغبون فى تولى مناصب قيادية مستقبلاً، وأن نحو 70% من قاطنى المناطق الحضرية عاجزون عن توفير سكن للزواج، بينما عجز 25% من الشباب عن التفريق بين المشروعات القومية والمبادرات التى توجهها الدولة للشباب، فيما لم يتعامل 84% منهم مع البرامج الموجهة لهم

0 التعليقات لموضوع "الشباب فقد الثقة.. لكنه ينتظر نصف فرصة"